السلام عليكم ورحمة الله.. يوجد خلاف مع احد اقاربي وقد استمر هذا الخلاف اكثر من سنة ونحن متقاطعان ولا نسلم على بعض.
وكان ضميري دائما يأنبني لما حدث بيننا من قطيعة مع علمي التام بعدم مبالاته بهذه القطيعة وكونه هو السبب في كلُ ما حدث
وفي احد الايام قررت ان اتسامح معه وان اجعل ذلك لوجه الله وقد حدث ذلك.
وبعد عدة اشهر للأسف اختلفنا مرة آخرى وكان هو المخطئ مع علمه بذلك وعادت القطيعة مرة آخرى ولنا ما يقارب ثمانية اشهر وحتى لا اطيل عليكم
أنا جاهز ان اتسامح معه مهما كانت الظروف حتى اكسب رضى رب العالمين وقد تتفقوا معي ان ما فعلته هو عين الصواب ولكن للأسف هذا الرجل له نظرة آخرى
أريد منكم ان تسعفوني برسالة بليغة ارسلها اليه مضمونها كما يلي ان مسامحتي معك ليس ضعفا مني مقدرتي ان افعل ما فعلته من عناد وسفه.
وتكبر ولكن الدين يحرم ذلك ان قطيعة الرحم من كبائر الذنوب ان دعاء المتخاصمين لا يرفع إلى الله إلا بعد الصلح
إن العافية والرزق من رب العالمين وليست بيدك.إن ما تفعله هو من الجهل والطيش حديث من السنة ان امكن قصيدة – او بيت من الشعر وكل ما يتناسب مع الموضوع ارجو مساعدتي وجزاكم الله كل خير
أخي السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بك أيها الواصل المبتغي رضوان الله وجنته الراغب برحمة الله والتي اشتق منها سبحانه اسمه الأعظم الرحمن الرحيم.
أخي الفاضل تذكر قول الرسول صلى الله عليه وسلم:ليس الواصل بالمكافئ ولكن الواصل الذي إذا قطعت رحمه وصلها.
فأنا أقترح عليك عدة أمور:
1- أن تواصل صلته وترحب به وتحترمه ولكن ينبغي أن تكون حازمًا معه ولا تبين له أنك ضعيف بحرصك على التواصل معه؛ إنما تفعل ذلك لأنك تحبه وترغب بأجر صلة الرحم ومافيها من فضل عظيم.
2- تجنب تكرار زيارته حتى لايمل وحاول أن يكون تواصلك معه لمامًا أي بين فترات متباعدة نوعًا ما حتى يشتاق لك.
3- اعرف ما الأشياء التي يحبها أو الناس الذين يحبهم وشاركه في ذلك.
4- احذر التعامل المالي التجاري معه الآن ريثما تتحسن الأمور.
وبالنسبة له لا أجد أفضل من هذه الرسالة:
قال سبحانه وتعالى: ((فَهَلْ عَسَيْتُمْ إِنْ تَوَلَّيْتُمْ أَنْ تُفْسِدُوا فِي الْأَرْضِ وَتُقَطِّعُوا أَرْحَامَكُمْ * أُولَئِكَ الَّذِينَ لَعَنَهُمُ اللَّهُ فَأَصَمَّهُمْ وَأَعْمَى أَبْصَارَهُمْ)) (محمد:23).
وقال سبحانه وتعالى: ((وَالَّذِينَ يَنْقُضُونَ عَهْدَ اللَّهِ مِنْ بَعْدِ مِيثَاقِهِ وَيَقْطَعُونَ مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ أَنْ يُوصَلَ وَيُفْسِدُونَ فِي الْأَرْضِ أُولَئِكَ لَهُمُ اللَّعْنَةُ وَلَهُمْ سُوءُ الدَّارِ)) (الرعد:25).
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((الرحم معلقة بالعرش تقول: من وصلني وصله الله،ومن قطعني قطعه الله))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((من سرهُ أن يبسط له في رزقه، ويُنسأ له في أثرة فليصل رحمه))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن أعمال بني آدم تعرض كل خميس ليلة الجمعة فلا يقبل عمل قاطع رحم))
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((ثلاثة لا يدخلون الجنة مدمن خمر وقاطع الرحم)).
أسأل الله أن يهدي قريبك للخير وأن يرزقك الصبر الجميل.
الكاتب: أ. فوزان بن عبد الرحمن الفوزان
المصدر: موقع المستشار
